تكلفة فلكية ومشروع عملاق
يعد دوغ فورد بـ ”أكبر نفق في العالم“، وهو مشروع بطول 60 كم تقريباً تحت الطريق السريع 401 لتخفيف الازدحام المروري في منطقة تورنتو. ومع ذلك، لم تقدم حكومته أي تقدير دقيق للتكلفة. ويقدر بعض الخبراء الفاتورة بما يتراوح بين 50 و100 مليار دولار، أو حتى أكثر من ذلك إذا تم تضمين ممرات للنقل العام. ”يكلفنا الازدحام 11 مليار دولار سنويًا. نحن بحاجة إلى التفكير في 50 سنة مقبلة”، قال فورد في مؤتمر صحفي. لكن المواعيد النهائية التي تم الإعلان عنها لا تزال غامضة، ويثير تعقيد المشروع مخاوف من تجاوزات هائلة في التكاليف، كما يتضح من فشل مشروع Eglinton Crosstown LRT.
حل غير فعال للازدحام؟
أجمعت الدراسات حول التنقل في المناطق الحضرية على أن بناء طرق جديدة لا يقلل من الازدحام على المدى الطويل، بل يشجع على المزيد من حركة المرور. ومع ذلك، لا يزال دوغ فورد مقتنعاً بعكس ذلك: ”هذا النفق سيحول اقتصاد أونتاريو ويحسن حركة التنقل لأجيال“، كما يقول. لكن العديد من الخبراء يعارضون هذه الرؤية، مشيرين إلى أن حلولاً مثل تمويل النقل العام وتحسين الطرق الحالية ستكون أكثر فعالية. بل ذهب زعيم حزب الخضر مايك شراينر إلى أبعد من ذلك: ”سيكلف هذا المشروع دافعي الضرائب المليارات ويزيد من الازدحام“، كما ندد في بيان صحفي.
مشروع انتخابي ذو مخاطر بيئية
مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة في أونتاريو بعد بضعة أشهر فقط، هل يراهن فورد على هذا المشروع الضخم لكسب أصوات الناخبين في الضواحي؟ تتهم المعارضة رئيس الوزراء بتقديم مصالح شركات البناء الكبرى على مصالح المواطنين.
”تحتاج أونتاريو إلى حلول حقيقية، وليس خطة مرسومة على منديل”، هكذا سخرت زعيمة الحزب الليبرالي بوني كرومبي في منشور على موقع X (تويتر سابقًا).
والأكثر من ذلك، فإن المخاطر البيئية عديدة: التلوث الهائل من موقع البناء، وزيادة حركة المرور، وتهديد منسوب المياه الجوفية. ومع ذلك، يدّعي الخبراء أن البناء تحت الأرض أكثر تلويثاً من الطريق السريع السطحي بما يصل إلى 20 مرة. فهل هذه رؤية مستقبلية أم سراب انتخابي؟
اترك تعليقًا